لقد حقق مؤشر S&P 500 ما كان عليه فعله، حيث سجل رقمه القياسي التاسع والثلاثين في عام 2025 خلال تداولات ما قبل عيد الميلاد الضعيفة. ومع تراجع أحجام التداول ووجود ميل طفيف نحو الارتفاع، لم يكن أمام المؤشر العام للسوق خيار سوى الصعود. هذه المرة، كان التفاؤل بين المشترين مرتبطًا بالتفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي وتوقعات خفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

بعد تقرير مثير للإعجاب يظهر نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 4.3% في الربع الثالث، زاد تشجيع المستثمرين بانخفاض طلبات إعانة البطالة الأولية إلى 214,000 للأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر. ومع الأخبار التي تفيد بأن الرئيس التنفيذي لشركة Apple، تيم كوك، اشترى أسهمًا في Nike بقيمة 2.9 مليون دولار، كان هذا كافيًا لدعم ارتفاع مؤشر S&P 500، خاصة مع وصول تقلبات سوق الأسهم الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ بداية العام.

ديناميكيات مؤشر تقلبات سوق الأسهم الأمريكية (VIX)

يمثل تأثير زيادة أسهم Nike على مؤشر السوق العريض فصلاً آخر في تأثير الشركات الكبرى على مؤشر S&P 500. لعدة سنوات، كانت أسهم "السبعة الرائعة" هي المحرك الرئيسي لارتفاع سوق الأسهم الأمريكية، على الرغم من أن العوائد على الاستثمارات فيها تتراجع تدريجياً.

يستعد مؤشر S&P 500 للنمو بنسبة 18% في عام 2025، متجهاً نحو عامه الثالث على التوالي من المكاسب ذات الأرقام المزدوجة. تدعي CFRA أن تكرار هذا الأداء في عام 2026 سيكون شبه مستحيل. منذ عام 1945، سجل مؤشر السوق العريض فترة واحدة فقط من أربع سنوات بمكاسب سنوية تتجاوز 10% (من 1949 إلى 1952) وفترة واحدة من خمس سنوات (من 1995 إلى 1999). في حين أن لا شيء مستحيل في السوق، إلا أن الاحتمالات ضئيلة.

عوائد الاستثمارات في "السبعة الرائعة"

سينتهي في نهاية المطاف الارتفاع الذي يحدث في فترة عيد الميلاد، وسيظل المستثمرون يتذكرون بلا شك القضايا الأساسية، لا سيما المخاوف بشأن التقييم المبالغ فيه لأسهم التكنولوجيا وعدم قدرتها على تحقيق أرباح كافية مقارنة بالاستثمارات. الطريقة الوحيدة للتعرف على الفقاعة هي انتظار انفجارها. وعلى الرغم من أن هذا قد لا يحدث في عام 2026، يجب على المتداولين أن يظلوا يقظين. فإن انهيارًا كاملًا لمؤشر S&P 500 لن يؤثر فقط على الأسواق المالية بل أيضًا على الاقتصاد العالمي.

ومع ذلك، يظل دونالد ترامب واثقًا من أن هذا لن يحدث. يهدف الرئيس إلى تعيين رئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يقوم بخفض أسعار الفائدة لدعم مؤشرات الأسهم، بدلاً من إعاقتها. المفارقة هي أن الأسواق تتوجس من مرشحه المفضل، كيفن هاسيت، لأنه يُعتبر قريبًا جدًا من البيت الأبيض. لم تُنسى المخاطر المحتملة لفقدان الاحتياطي الفيدرالي لاستقلاليته.

من الناحية الفنية، يشير الرسم البياني اليومي لمؤشر S&P 500 إلى استئناف الاتجاه الصعودي. تتحرك الأسعار بعيدًا عن المتوسطات المتحركة، مما يشير إلى قوة الثيران. الأهداف التي تم تحديدها سابقًا 6,990 و7,100 تقترب. في هذا السياق، من المنطقي الاحتفاظ بالمراكز الطويلة التي تم إنشاؤها سابقًا وزيادتها تدريجيًا في المؤشر العام للسوق.